منتدى تقسيم السمنودى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى خاص بتقسيم السمنودى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولرمضان 1430

 

 المر والرمان".. "حلو" فلسطين لا يكتمل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
booody7

booody7


ذكر عدد الرسائل : 151
العمر : 32
العمل/الترفيه : big boss
تاريخ التسجيل : 08/09/2009

المر والرمان".. "حلو" فلسطين لا يكتمل Empty
مُساهمةموضوع: المر والرمان".. "حلو" فلسطين لا يكتمل   المر والرمان".. "حلو" فلسطين لا يكتمل Icon_minitime1الأحد نوفمبر 01, 2009 5:36 pm

أن يجتمع الـمرّ والرمان معاً، فهو ــ على ما يبدو ــ قد قلب الـمعادلة رأساً على عقب، فعدنا نطالب بجغرافية اللسان؛ بتذكر أي طعم امتلك ويمتلك رماننا، نحن الذين تعودنا الـمقارنة بين الـمرّ والأمرّ منه، نجد أنفسنا أمام تحدّ لا يمثّله عنوان الفيلـم، بل الفيلـم نفسه، الذي أخرجته نجوى نجار ولامست فيه جغرافية العين والأذن والذاكرة وقضايانا الاجتماعية، وقادته إلى العرض في فلسطين، بعد أن التقط هناك وهناك، في روتردام ودبي، في الطريق إلينا هذه الجائزة وتلك.
ومنذ الـمشهد الأول ونحن نتلـمظ طعم الرمان الحلو كما عشقناه، وخوفاً من أن يتسلل إليه عرق مر، ولو على مستوى قشرته الخارجية فقط: ينطلق العريس (زيد) إلى حيث عروسه الـمقدسية (قمر) في زفة يتحول فيها كل حاجز ثابت، أو طيّار إلى "أطرش في الزفة". وحتى لو تمّ توقيف الـموكب بأكمله، فلن يمنع ذلك من استمرار الـمراسيم، إذ كتب علينا أن نعيش الفرح تحت كل الظروف، وأن الإكليل والزفة الفلسطينية ليسا سوى رقصة الحياة، التي أتقنها هذا الشعب كقداس يعلن من خلاله قيامته، خاصةً إذا كانت "قمرنا" مقدسية القدر والإقامة والقيامة.
وكأن هناك من لا يفرحه تمسكنا بحلاوة رماننا الخالصة، فها هو "زيد" لـم يكد ينهي أسبوع العسل، حتى يتعرّض للاعتقال الإداري بعد أن وقف في وجه الـمحتل أثناء محاولة الأخير تسليم العائلة قرار مصادرة أرضها، في موسم قطاف الزيتون، ذلك العيد الوطني غير الـمدرج على لائحة الأعياد الرسمية، والذي تحتفل فيه فلسطين منذ الخليقة. فرحتان لـم تكتملا!!.
"ومن أين لك هم؟ الله ببعتلك"، فكان على الكنة والحماة توحيد الصفوف والبحث عن محامية، وليس هناك سوى (ليئا تسيمل)، والأمر العسكري بمصاردة الأرض ومواعيد الزيارة وقوائم (الصليب الأحمر)، وتصريح الزيارة، ومشقة الوصول إلى السجن، وحالة العروسين العاطفية، التي ازدادت توهجاً، إذ كادت الأسلاك الشائكة تسقط رماداً أمام قبلة يتبادلها العروسان، لولا تهديد الـمحتل الذي حال دون وقوعها حتى لا تضطره إلى إضافتها إلى قوانين الطوارئ، التي سبق وطبقت في عهد الانتداب.
وبناءً على وصية "زيد"، تقوم "قمر" بمتابعة تجّار الزيت لتسويق زيت الـموسم، والعمل في الأرض في مواجهة الـمستوطنين. وحين تطلب منها الحماة "أم زيد" العودة إلى بيت أهلها في القدس؛ خوفاً عليها، خاصةً بعد قيام الـمستوطنين بمهاجمة منزلهم، لا تكاد تصل أطراف القرية بصحبة والديها، إلا وتقرر العودة إلى بيت زوجها، فكان لها ما أرادت، بالرغم من توسلات أمها.
وكما هو الحال على أرض الواقع، يظهر الشعب الفلسطيني في الفيلـم ممارساً حياته الطبيعية، كما هو حال باقي شعوب الأرض، بالرغم من قمع الـمحتل وإرهاب مستوطنيه.
وقد عمدت "قمر"، بناءً على رغبة عريسها "زيد" إلى متابعة نشاطها في فرقة الرقص الشعبي، رغم أن العين باتت ترصد حركتها ولا يمكنها، خاصة مع كثرة نصائح حماتها وأمها، التصرف دون مراعاة الأعراف والقيود الـمجتمعية؛ فهي لـم تعد "قمر"، بل زوجة "زيد".
إلاّ أن "قمر" أرادت أن تبقى قمراً تمارس حياتها الطبيعية الذاتية ملتقية خلال تلك الفترة بـ"قيس"، ذلك القادم من أحد مخيمات اللاجئين في لبنان مشرفاً على تدريب فرقة الرقص، التي هي عضو فيها، مخلفاً وراءه فرقة رقص من الدرجة الأولى، كان قد أشرف عليها في الـمنفى. لا يعرف "قيس" شيئاً عن فلسطين سوى تلك القصص والحكايات التي رواها له والده، فتجسّدت له فلسطين في ثياب "قمر"، التي قرأ فيها وفي الفرقة وفي مدينة الـملاهي التي تضمّنها إحياء لذكرى والده ــ الذي أدار مثلها ــ كل تاريخ فلسطين وجغرافيتها.
وبعد مرور موسمي زيتون، وبعد تجديد اعتقاله الإداري أكثر من مرة، خرج "زيد" من السجن معاوداً الإشراف على معصرة الزيتون، ومتابعاً قضية مصادرة الأرض، ولـم ينس أبداً أن يذهب لحضور عرض الرقص الشعبي في مدينة الـملاهي التي يديرها "قيس"، حيث "قمر" والفرقة وحب وحياة وهناء واستمرارية.
وإذا كان لهذا الفيلـم أن يتحدث عن هذه الأرض ورمانها وزيتونها، فهو لا ينسى أهلها وعذراءها ومسيحها، إذ إن النضال الوطني لا يمكن أن يؤرّخ له، دون التحدث عن تعانق الصليب والهلال، في لقاء عضويّ يكشف عن مجتمع لا يغفل عناصره ومركباته الأصيلة، وتجانس لا تغيب فيه الأقلية في ظل الأغلبية، بل تجتمعان لتشكلا هوية هذا الشعب، الذي لا يزال يسعى رغم ما يواجهه من احتلال وتشريد ومرمرة ومر ورمان. كما يعكس الفيلـم صورة طبيعة هذا الشعب، الذي تجده، رغم البعد والغياب وتشظيه وتجزئه، لا يزال يحتفظ بالرابط الـمشترك نفسه، وربما بسبب منه.
و"قيس" ليس حالة خارجة على الـمألوف، وإنما على قوانين النكبات والتشريد، حالة تشدّها الجذور إلى حيث الذكريات، إلى حيث "قمر"، إلى حيث فلسطين التي أطلقت كل أنوثتها في "قمر".
وقد عكس الدكتور رفيق الحسيني، أمين ديوان الرئاسة، رسالة الفيلـم في كلـمته، مؤكداً تشجيع ودعم صناعة السينما الفلسطينية، طالـما أن هناك أفلاماً في مثل هذه الجودة والجرأة في التصدي ليس فقط للـمحتل، وإنما لقضايا اجتماعية مهمة، على غرار وضع الـمرأة والعائلة والأسرى. إنها مقاومة من خلال الثقافة والأدب والفن تحكي حكاية شعب يتوق إلى الحياة الطبيعية. فمخرجة الفيلـم نجوى نجار ومنتجه هاني قرط، وهما مقدسيان بامتياز، يستحقان كل التقدير والدعم في هذا العام، وفي القدس، عاصمة الثقافة العربية للعام 2009.
وفي لحظة وجدانية عميقة، طالبت مخرجة الفيلـم من الجمهور ألاّ يرفع سقف توقعاته، خاصة وأن الفيلـم مر بصعوبات جمة على مدى سنوات ست إلى أن "وصلنا" هذه اللحظة.
في حين يسرد الفيلـم، كما تقول رانيا إلياس، مديرة مؤسسة يبوس، قصص الحب والاعتقال والقضايا الاجتماعية والنهايات الـمفتوحة، بعيداً عن الإعلام والفضائيات.
وحضر العرض حشد من الـمثقفين والإعلاميين وممثلي القطاع الخاص وجمهور السينما وممثلي الوزارات وهيئات السلطة الوطنية الفلسطينية.
وقد شارك في التمثيل: ياسين الـمصري، أشرف فرح، علي سليمان، هيام عباس، سامية بكري، يوسف أبو وردة، بطرس نويصر، وردة دوكوار، وليد عبد السلام، فلنتينا أبو عفصة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المر والرمان".. "حلو" فلسطين لا يكتمل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى تقسيم السمنودى :: الركن الإسلامى :: فلسطين " حتى لا تكون أندلساً أخرى "-
انتقل الى: